شخير | ستة نصوص

 

جريمة

أسرق الذكريات دائمًا

وأنا أرتدي قفّازات

أنظّف آثار وقوعي جيّدًا

وأهرب مسرعة

أغلق الباب بخفّة

قبل أن تستيقظ قلوبكم.

احترفت الجريمة؛

هذا أنّني

أترك الأمكنة دائمًا

 خاليةً

من بصماتي

 

 

Perfume

لسنواتٍ طويلة

أخضعت نفسي إلى التجربة

احتسيت كلّ أنواع الكحول، فجرًا

كي أبقى ثملةً طوال اليوم

لسنواتٍ طويلة

فاحت منّي رائحتك باستمرار...

أيّ نوعٍ من الكحول هو حبّك؟

 

 

سريرٌ باردٌ في الجحيم

(1)

يتّخذ الحزن

شكل سرير

وأنام كثيرًا

 

(2)

أنا جمرةٌ مريضة

أعاني من

عدم الاشتعال

 

(3)

نفسي الحقيرة

تقيّدني

لا أعرف كيف أخرج

من داخلي

 

(4)

هاربةٌ من الحبّ

وكأنّني

نوتةٌ موسيقيّة

فارّةٌ

من صوتٍ نشاز

 

(5)

قلبي

لا أذن له

حدّثني عن الحبّ

بقدر ما تشاء...

 

(6)

- كيف تقضين أيّامك؟

* لا أقضيها،

هي مَنْ تقضيني.

 

(7)

حاجتي

لأن أخاف

وحدها الّتي تدفعني

إلى مشاهدة

فيلمٍ مرعب

 

(8)

أنا مدينةٌ حزينة

وتعيسة

ومتعبة

من العالم الثالث

لا تذكرة سفر بحوزتي

لأخرج منّي

 

(9)

الحياة

هي طريقتي

في الانتحار

 

 

[بلا عنوان]

أرواحٌ بدينةٌ ترقص في جسدي

أخي يصرّ على أنّني مزعجة

أسرق منه نومه،

بموسيقاي الليليّة

أمّي تتابع خوفها منّي

كلّما أخبرتها عن الأرواح الّتي تسكنني.

يلتصق صدري بسماء الغرفة

وقوّةٌ عنيفةٌ تعيدني إلى سريري

تتغذّى هذه الأرواح على تعذيبي

ولا أهلع...

أقوم من سريري

أومئ وأنا مغمضة العينين

أحاول طرد هذه الأرواح بالموسيقى...

لكنّ والدتي تفتح الباب

وهي تدعو باسم الله

ظنًّا منها أنّ شيطانًا يركبني

أمّا أبي... فمتأكّدٌ

أنّني...

أسير أثناء نومي.
 

 

قتلٌ رحيم

حزينةٌ بما يكفي

لأكتب رواية،

تشبهني كثيرًا

في الأخطاء الّتي بداخلها.

غير محبوكةٍ جيّدًا مثلي

تفاصيلها مترهلة

من فرط البدانة

روايةٌ قبيحة

لا أدّعي الجمال فيها

ولا العظمة

لا أبطال فيها

سوى الحزن

وقد اتّخذ شكلي وهيئتي وملامحي

وغير قصّة شعري

روايةٌ مريضةٌ بالعضال

علاجها الوحيد

استئصالي
 

 

سيناريو

منذ أن دخل بيتنا سارق

وأنا أستيقظ منتصف كلّ ليلة

أصغي لأصوات الخوف

ولا أبرح مكاني

أحدق في الظلام

وأنسج من الخيال

ما يكفي

لكتابة سيناريو مرعب

أكون إحدى بطلاته

وأنتظر أصوات الصباح لتعلو

على أصوات خوفي

ولا أنام

أمس،

دبّت روح الرجال في داخلي،

قمت أتفقّد الأرجاء مسرعة،

بهلعٍ وصراخ

أمسكت به

يعود إلى داخل الصورة

الله والأصوات الوهميّة

سرقوا أبي

ثمّ

عقلي

 

 

* المجموعة الشعريّة، "شخير"، للشاعرة رزان بنّورة، صادرة عن "الدار الأهليّة للنشر والتوزيع" في الأردنّ أواخر عام 2018، وهي حاصلة على المرتبة الثانية في "مسابقة الكاتب الشابّ – حقل الشعر"، الّتي تنظّمها "مؤسّسة عبد المحسن القطّان. وقد جاء في بيان لجنة التحكيم حولها: "تشفّ هذه المجموعة عن قدرة هائلة على اكتشاف الشعر في كلّ شيء، حتّى ما قد يبدو عصيًّا على ذلك، شعريّة عالية تفكّك كلّ شيء وتعيد تركيبه في قصائد رائعة، تجمع بكفاءة بين التأمّل الهادئ والتمرّد، لغة سليمة وشفّافة ومتقشّفة، وحساسيّة تستدرج القارئ غير العاديّ إلى مآلات مفاجئة".

تقع المجموعة في 144 صفحة من القطع المتوسّط، وتحتوي على 67 نصًّا شعريًّا. صمّم غلاف المجموعة زهير أبو شايب، ورسم لوحة غلافها ستار نعمة من العراق.

 

 

رزان بنّورة

 

شاعرة فلسطينيّة من بيت لحم، تحمل شهادة البكالوريوس في القانون من "جامعة فلسطين الأهليّة"، وتمارس مهنة المحاماة. نشرت العديد من القصائد والقصص في صحف ومجلّات عربيّة ومحلّيّة. لها مجموعتها الشعريّة "شخير"، صادرة عن الدار الأهليّة للنشر والتوزيع عام 2018، وهي حاصلة على المرتبة الثانية في جائزة "الكاتب الشابّ – حقل الشعر"، من "مؤسّسة عبد المحسن القطّان".